بسم اللَّه الذي جعَل خَلْقَ السماوات والأرض آيةً لكلِّ عبد منيب، الرحمنِ الذي يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر من عدوٍّ أو حبيب، الرحيم الذي هو السميع القريب.
وروى أبي بن كعب عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"مَن قرأ سورة سبأ لم يبق نبي مرسل إلا كان له رفيقًا مصافحًا"(١).
وكلماتُها ثماني مئة وثلاثٌ وثمانون، وحروفُها ثلاثةُ آلاف وخمسُ مئة وخمسةَ عشر.
وانتظام أول هذه السورة بآخر تلك السورة: أن تلك السورة في مدح اللَّه وهذه في حمد اللَّه.
وانتظام السورتين: أن تلك مدنية في بيان المعاملة، وهذه مكية في بيان العقيدة، وبهما تعبَّد اللَّه عباده، واشتملت السورتان على مدح الموافقين وثوابهم وذمِّ المخالفين وعقابهم.
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٦٩)، وهو قطعة من الحديث الموضوع في فضائل السور. وانظر: "الفتح السماوي" للمناوي (٣/ ٩٤٣)، و"الفوائد المجموعة" للشوكاني (ص: ٢٩٦).