للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة الذاريات]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

باسمِ اللَّه الذي مدَحَ المُتَّقين بقِلَّةِ الهُجوع، الرَّحمنِ الذي أهلَكَ العاتين مع كثرة الجُموع، الرَّحيمِ الذي أمَرَنا بالفِرار إليه والرُّجوع.

وروى أبيُّ بنُ كعبٍ رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَن قرأَ سورةَ {وَالذَّارِيَاتِ} أُعْطِيَ عشرَ حسناتٍ بعدد كلِّ رِيحٍ هبَّتْ وجرَتْ في الدنيا" (١).

وهذه السُّورةُ مَكِّيَّةٌ، وهي ستُّون آيةً، وكلماتُها ثلاثُ مئةٍ وستون كلمةً، وألفٌ وخمسُ مئةٍ وعشرون حرفًا.

وانتظامُ خَتْمِ تلك السُّورر بافتتاح هذه السُّورةِ: أنَّه خَتَمَ تلك السُّورةَ بالوَعيد، وافتتَحَ هذه السُّورةَ بالقسَمِ على صِدْقِ ذلك الوعيد.

وانتظامُ السُّورتين: أنهما في ذِكْرِ المؤمنين والكافرين الأوَّلين والآخِرين، ووَعْدِهم ووَعيدِهم في الدُّنيا ويومِ الدِّين.

* * *

(١ - ٥) - {وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا (١) فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا (٢) فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا (٣) فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا (٤) إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ}.


(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٠٩)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ١٧٣)، وهو قطعة من حديث أبيٍّ -رضي اللَّه عنه- الموضوع. انظر: "الفتح السماوي" للمناوي (٣/ ١٠٠٩).