للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة التوبة]

(١) - {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

وقوله تعالى: {بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ}: أي: هذه براءةٌ؛ أي: انقطاعُ عصمةٍ من اللَّه ورسوله {إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}؛ أي: ملقاةٌ إلى المشركين الذين عاهَدْتُموهم.

* * *

(٢) - {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}.

وقوله تعالى: {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ}: أي: قل لهم: {فَسِيحُوا}؛ أي: سيروا على مهلٍ على الأمان من القتال أربعةَ أشهرٍ من هذا الوقت إلى تمامِ هذه المدة، وكان الذين لهم عهد مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- على أنواع:

منهم: مَن بقي مِن مدته أكثرُ من أربعة أشهر.

ومنهم: مَن بقي قَدْرُ أربعةِ أشهرٍ.

ومنهم: مَن بقي أقلُّ من ذلك.

فجعل الكلَّ على مدةِ أربعة أشهرٍ، وكان هذا فضلًا من اللَّه جلَّ جلالُه حيث لم يأمر بمباغَتتِهم (١) بالحرب ليُنظَروا ولا يَحتجُّوا بشيء.


(١) في (ر): "بمتابعتهم".