بسم اللَّه الذي خلق السَّماوات والأرض، وجعل النُّور والظُّلمات، الرَّحمن الذي أنزلَ من السَّماءِ ماءً، فأخرجَ به من النَّباتِ، وأكثرَ به الثَّمرات، وأنشأَ به جنَّاتٍ معروشاتٍ وغيرَ معروشاتٍ، الرَّحيم الذي جعلنا خلائفَ الأرضِ، ورفعَ بعضنا فوقَ بعضٍ درجات.
وسورةُ الأنعام مكِّيَّة إلَّا ثلاثَ آياتٍ نزلَتْ بين مكَّة والمدينة:{قُلْ تَعَالَوْا} إلى قوله: {تَتَّقُونَ}[١٥١ - ١٥٣].
وهي مئةٌ وخمسٌ وستُّون آيةً، وقيل: ستٌّ، وقيل: سبعٌ، وقيل: ثمانٌ، والاختلافُ في أربع آيات:{وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}[الأنعام: ١]، {قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ}[الأنعام: ٦٦]، {كُنْ فَيَكُونُ}[الأنعام: ٧٣]، {إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الأنعام: ٨٧].
وقال ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما: سورة الأنعام كلُّها مكِّيَّة إلَّا ستَّ آياتٍ منها نزلت بالمدينة: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}[الأنعام: ٩١] إلى آخر ثلاث آياتٍ