وروى أُبيُّ بن كعبٍ رضي اللَّه عنه عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال:"علِّموا أرقاءَكم سورةَ يوسفَ، فإنَّه أيُّ امرئٍ مسلمٍ تعلَّم سورةَ يوسفَ وعلَّمَها مِلكَ يمينِه وأهلَه هوَّن اللَّه عليه سكراتِ الموتِ، وأعطاه اللَّهُ تعالى القوَّةَ ألَّا يحسدَ مسلمًا"(١).
وسورة يوسف مكِّيَّةٌ، وهي مئةٌ وإحدى عشرة آية، وألفٌ وسبع مئةٍ وسبعٌ وسبعون كلمةً، وسبعة آلاف ومئة واثنان وستُّون حرفًا.
وانتظام أوَّل هذه السُّورة بآخر السُّورة الَّتي قبلَها: أنَّه افتتحَ هذه السُّورة بقوله: {الر} معناه: أنا اللَّه أرى من العرش إلى الثَّرى، فلي غيب السَّماوات العُلى والأراضي السُّفلى، ولسْتُ بغافلٍ عمَّا يعمل الورى.
ووجهٌ آخر: أنَّه قال في أواخر تلك: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ}[هود: ١٢٠]، وقال في أوائل هذه السُّورة:{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ}[يوسف: ٣]، وهذه إحدى القَصص، وقد قُصَّتْ أحسن القصص.
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١٤/ ٤٨٠)، والواحدي في "الوسيط" (٢/ ٥٩٩). قال ابن كثير في "تفسيره": حديث منكر من سائر طرقه. وانظر: "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني (ص: ٢٩٦).