باسم اللَّهِ الذي سخَّرَ لنا الفُلْكَ والأنعامَ، الرَّحمنِ الذي قسَمَ المعيشة بين الأنام، الرَّحيمِ الذي أمَرَ بالصَّفْح والسَّلام.
روى أبي بن كعب رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"مَن قرأ {حم} الزُّخْرُف كان ممَّنْ يُقالُ له يوم القيامة: {يَاعِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ}[الزخرف: ٦٨] "(١).
وهذه السورة مكِّيَّةٌ.
وهي ثمان وثمانون آيةً، وقيل: تسعٌ وثمانون آيةً، الاختلافُ في قوله:{هُوَ مَهِينٌ}.
وكلماتُها: ثمان مئة وثلاثون.
وحروفُها: ثلاثة آلاف وخمس مئة وعشرون.
وانتظامُ أوَّلِ هذه السورة بآخر تلك السورة: أنَّ خَتْمَ تلك السورة بذِكْرِ وَحْيِ القرآن، وأنَّ اللَّهَ يهدي به، والرَّسولَ يدعو إليه، وأولَّ هذه السورة في صفة القرآن
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣٢٧)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٦٣)، وهو قطعة من حديث أبي بن كعب رضي اللَّه عنه الموضوع، وقد تقدم الكلام عليه مرارًا. انظر: "الفتح السماوي" للمناوي (٣/ ٩٨٥).