للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[سورة البقرة]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

بسم اللَّه الذي أنزل الكتابَ بلا ريب، الرحمنِ الذي لَطَف بالمؤمنين المتَّقين بالغيب، الرحيمِ الذي مَنَّ على المقصِّرين بسَتر العيب.

وانتظام هذه السورة بالفاتحة من سبعةِ أوجهٍ: بواحدٍ واثنين وثلاثةٍ وأربعةٍ وخمسةٍ وستةٍ وسبعةٍ.

أما الواحدُ: فالفاتحة أمُّ الكتاب، وافتتاحُ هذه السورةِ بـ {ذَلِكَ الْكِتَابُ}، ولأن الفاتحة أولُ سورةٍ أُنزلت بمكةَ والبقرةَ أولُ سورةٍ أنزلت بالمدينة.

وأما الاثنان: فإن الفاتحة قسمان: ثناءٌ ودعاءٌ، وهذه السورة أولُها ثناءٌ وآخرُها دعاءٌ، فإن: {الم} فيها أقاويلُ كثيرةٌ:

منها: أنه اسم اللَّه الأعظم.

ومنها: أن معناه: أنا اللَّه اللطيف المجيد.

ومنها: أنا اللَّه أعلم.

وذاك (١) ثناءٌ على اللَّه، وآخِرُ السورةِ سؤالاتُ الحاجات من اللَّه جلَّ جلاله.

وأما الثلاثةُ: فإن أولَ الفاتحة بيانُ ألوهية اللَّه تعالى وربوبيَّته، ورحمتهِ وملكه،


(١) في (ر) و (ف): "ومنها أن ذلك".