للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنِلْني بالذي استَقْرضْتَ خطًّا... وأَشْهِدْ مَعشرًا قد شاهَدُوهُ

فإن اللَّه خلَّاقَ البرايا... عنَتْ لجلالِ هَيْبتهِ الوجوهُ

يقول إذا تدايَنتُم بدينٍ... إلى أجلٍ مسمًّى فاكتبوهُ (١)

ورَحِم اللَّه الإمامَ نجمَ الدين فقد استمرَّ ولعُه بالكتابة نثرًا ونظمًا حتى في قبره بعد وفاته، فقد رُوي أنَّ شخصًا رآه بعد موته في المنام فقال: كيف كان سؤالُ مُنكرٍ ونَكير؟ فقال: ردَّ اللَّه إليَّ روحي فسألاني، فقلت لهما: أُخبرُكما في ردِّ الجواب نظمًا أو نثرًا؟ فقالا: قلْ نظمًا، فقلتُ:

ربِّي اللَّهُ لا إلهَ سواهُ... ونبيِّي محمدٌ مصطَفاهُ

ديني الإسلامُ وفِعْلي ذميمٌ... أسألُ اللَّه عفوَه وعطَاهُ (٢)

فانتبه ذلك الشخص من المنام وقد حَفِظ البيتين.

٧ - وفاته:

توفِّي العلَّامة نجمُ الدِّين ليلةَ الخميس ثاني عشرَ جُمادى الأولى سنةَ سبعٍ وثلاثين وخمس مئةٍ بسمرقند، فرحمه اللَّه وأجزلَ له الثواب على ما قدَّم من خيرٍ لهذه الأمة، ولو لم يكن له سوى التفسيرِ لكفاه، وهذا ما سيتبيَّن إن شاء اللَّه حين نبحرُ في ذلك البحر الواسع المليء بالكنوز، الزاخر بالدُّرِّ واليَواقيت.

* * *


(١) انظر: "النجم الوهاج في شرح المنهاج" للدميري (٤/ ٢٨٧).
(٢) انظر: "روح البيان" لأبي الفناء الخلوتي (٤/ ٣٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>