للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم التعوُّذُ به افتتاحُ قراءةِ القرآن، وبالمعوِّذتَينِ خَتْمُ سُورِ القرآن، فيُرجَى بذلك حفظُ ما بينَهما.

وفي أخذِ الميثاقِ خاطَبَ اللَّهُ تعالى العبدَ بقوله: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ} [الأعراف: ١٧٢] وعند النَّزْع يخاطبُه بقوله: {يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} الآية [الفجر: ٢٧]، فيُرجَى بذلك عفوُ ما بينَهما.

والنبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول في حقِّ هذه الأمَّةِ: "أنا قائدُها، وعيسى سائقُها" (١)، فيُرجَى بذلك نجاةُ ما بينَهما.

ويلي (٢) التعوُّذَ التَّسميةُ، وهي: (بسم اللَّه الرحمن الرحيم).

وانتظامُ هذه بذلك: أنَّ التعوُّذ باللَّه هو التحفُّظ بذِكْر اللَّهِ، ولذلك ورد الخبرُ باستحباب هذا التعوُّذ: "أَعوذُ بكلماتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ (٣) " (٤)، ومنها هذه الأسماءُ الثلاثةُ العظيمة.


= الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على عبد اللَّه بن مسعود فقلت: أعوذ بالسميع العليم، فقال لي: قل أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، فلقد قرأت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقلت: أعوذ باللَّه السميع العليم، فقال لي: "يا ابن أم عبد قل: أعوذ باللَّه من الشيطان الرجيم، هكذا أقرأنيه جبرائيل عن القلم عن اللوح المحفوظ".
قلت: وقد ورد جواز الاستعاذة بلفظ: (أعوذ باللَّه السميع العليم) في حديث كل من أبي سعيد وعائشة ومعقل بن يسار رضي اللَّه عنهم، وقد تقدم تخريجها قريبًا.
(١) لم أجده.
(٢) في (ف): "وتلو".
(٣) في (ف): "التامة".
(٤) قطعة من حديث رواه مسلم (٢٧٠٨) عن خولة بنت حكيم السلمية رضي اللَّه عنها، و (٢٧٠٩) عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه.