للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مقدّمة التّحقيق

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للَّهِ الكريمِ المنَّان، ذي الفضل والإحسان، والسَّطوة والسلطان، والصلاةُ والسلام على عبدِه ورسولِه المُختار، الذي أقامَ الشَّريعةَ وراغَمَ الكفَّار، صلَّى اللَّهُ عليه وعلى آلِه وصَحْبِه، الذين آمَنُوا به وتمسَّكوا بحَبْلِه، صلاةً تُشرَحُ بها القُلوب، ويَتيسَّرُ بها كلُّ مطلوب.

وبعد:

فإنَّ كتاب اللَّه هو النورُ المُبِيْن، والطَّريقُ القَوِيم، والحقُّ المستَبِين، والصراطُ المستقيم، لا شيءَ أسطعُ من أعلامه، ولا حُكمَ أصدعُ مِن أحكامه، ولا كلامَ أفصحُ مِن بلاغته، ولا قولَ أرجحُ من فصاحته، ولا عملَ في ليلٍ أو نهارٍ ألذُّ مِن تِلاوته، فيه خبرُ مَن قَبْلَنا، ونبأُ مَن بعدَنا، وحُكْمُ ما بينَنا.

أَعجزَ الفصحاءَ، وحيَّر البُلغاء، وأعياهم أنْ يأتوا بسورةٍ مِن مِثْلِه، حتى شهِد بإعجازه الأعداءُ قبل الأصدقاء، وأيقنَ بصدقهِ الجاحدون والملحِدون؛ فإعجازُه وبلاغتُه وحسنُ نظامه يشهدُ للنبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بنبوَّته، وبأنه أعظمُ معجزاتهِ، الباقيةِ على طولِ أيام الدهرِ وسنواتهِ.

وقد كان النبيُّ من الأنبياءِ عليهم السلامُ يأتي بالآيةِ وتَنْقَضي بموته، فقَلَّ لذلك مَن يتَّبعه، وكَثُرَ أتْباعُ نبيِّنا -صلى اللَّه عليه وسلم- لكونِ معجزتهِ الكبرى باقيةً بعدَه، فيؤمنُ باللَّهِ ورسولهِ كثيرٌ ممَّن يسمعُ القرآن على ممرِّ الأزمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>