أرواح الموتى، يتعارفُ منها ما شاء اللَّه أنْ يتعارف، {فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى} إلى أجسادها (١).
قال: وبهذا لم يُفْهَمْ شيءٌ مِن تأويل الآية.
قال: وقال الكلبيُّ: النائم مُتوفًّى حتى يرُدَّ اللَّه إليه نفْسَه، وأمَّا التي يتوفاها حين موتها فإنه يقبِض الرُّوح والنَّفْس معًا، ويُرسل التي يتوفاها في منامها حتى تبلغَ أجلَها المُسمَّى، وهو الموت.
ويقول: إنما يقبِض اللَّه مِن النائم النَّفْس لا الرُّوح.
ثم قال الماتريدي: وهذا الذي ذكره الكلبي أقربُ إلى تأويل الآية مِن الذي ذكرَه سعيدٌ. . .، إلى آخر كلامه.
فهذه بعضُ الملاحظات التي عرَضتْ لي خلالَ العمل في هذا التفسير، وقد كان البعضُ منها في البالِ قبلًا، لكنْ لم يتسنَّ لي التحقيقُ فيه، حتى يسَّره اللَّه في هذا التفسير، الذي وقع فيه الإكثارُ من نقلِ أقوالِ السَّلف، فكان من ضمنِ ذلك أقوالُ الأعلامِ المتقدِّم ذكرُهم، وهو ما يسَّر الأمر عليَّ، واللَّهُ وليُّ التوفيق.
وهو في تفسيرِه هذا لم يَدَعْ آيةً فيها ردٌّ على أهل الباطل، أو إبطالٌ لتأويلهم الفاسد، إلا بيَّن ذلك، مُثْبِتًا مذهبَ أهلِ الحقِّ فيها وأنه هو الصَّواب، وما عدَاه من