للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكتابَ سبعةُ أملاك من مقرَّبي أهلِ كلِّ سماءٍ حتَّى يُصعَد به إلى السَّماء، من كرامةِ المؤمن على اللَّه تعالى.

وهو في "تفسير مقاتل بن سليمان".

- وفي قولِه تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: ١] ذكر المؤلِّفُ عن مقاتلٍ دون تعيينٍ: نزلتْ في ثلاثة نفَرٍ، وذلك أنَّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بعَثَ سَرِيَّةً وأمَّرَ عليهم المنذرَ بن عمرٍو، فخرج بنو عامر بن صَعْصَعَةَ عند بئرِ مَعُونةَ، فرَصَدُوهم على الطريق وقتَلوهم، فرجعَ ثلاثة منهم، فلمَّا دنَوا إلى المدينة خرَجَ رجلان مِن بني سُلَيمٍ صالَحا رسولَ اللَّهِ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد كان أعطاهما وكسَاهما، فقالا: نحن مِن بني عامر؛ لأنَّ بني عامرٍ كانوا أقربَ إلى المدينة، فقتلوهما وأخذوا ثيابَهما، وجاؤوا إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فنزلت هذه الآيةُ.

وهذا الخبر ورد في "تفسير مقاتل بن سليمان"، وذكره عنه السمرقندي في "تفسيره".

لكن رواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٤٣٠) عن مقاتل بن حيَّان.

وغيرُ هذا كثير، وإنما ذكرنا ما ذكرنا لتوضيحِ المسألة.

وتبقى هنا ملاحظةٌ أخيرة: وهي أنه يجب التفريقُ بين ما يرويه الضعفاءُ ممن ذكرنا كمقاتلٍ والكلبيِّ وبين ما يقولونه من التفسير، فبابُ التفسيرِ واسعٌ، وما دامت أقوالُهم لا تخرجُ عن الأصولِ فلا ضيرَ فيها واللَّهُ أعلم، بل كثيرٌ مما يذهبون إليه هو في الحقيقةِ من الوجوهِ المقبولة أو المستحسَنة، حتى رجَّح الماتريديُّ مرةً قول الكلبيِّ على قولِ سعيد بن جبيرٍ.

قال الماتريديُّ: قال سعيد بن جُبير رحمه اللَّه: يُجمع بين أرواح الأحياء وبين

<<  <  ج: ص:  >  >>