للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رابعًا: بيان منهج المؤلف الذي سلكه في تأليف تفسيره

هذا كتابٌ فريدٌ مفيد، دقيقٌ أنيق، زاخرٌ بالفوائدِ والنِّكات، حسَنُ الترتيب، متقَنُ التأليف، قد جمع فنونَ التفسير، وسلَك فيه مؤلِّفُه طريقةً واحدةً من أولِ سورةٍ وحتى الأخيرةِ، فهو يبدأُ في كلِّ سورةٍ بمقدِّمة تتنالسَبُ مع ما سيردُ فيها من مواضيع:

- فسورةُ البقرة بدأ تفسيرَها بقوله: بسم اللَّه الذي أنزلَ الكتابَ بلا ريب، الرحمنِ الذي لَطَف بالمؤمنين المتَّقين بالغيب، الرحيمِ الذي مَنَّ على المقصِّرين بسَتر العيب.

- ومقدِّمةُ سورة الأنفال كانت: بسم اللَّه الذي مِن عنده النصرُ وهو العزيز الحكيم، الرحمنِ الذي لم يعاجلْ بالعقوبة للقائلين: {فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأنفال: ٣٢]، الرحيمِ الذي وعد الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل اللَّه والذين آووا ونصروا بالمغفرةِ والرزقِ الكريم.

- ومقدِّمة الرحمن: بسمِ اللَّهِ الذي خلَقَ الإنسان، الرَّحمنِ الذي علَّمَ القرآن، الرَّحيمِ الذي جعلَ جزاءَ الإحسانِ الإحسانَ.

- ومقدِّمة الحاقة: بسم اللَّه الذي أخذ الطَّاغين أخذةً رابِيَة، الرحمنِ الذي لا يخفَى عليه خافِيَة، الرحيمِ الذي وعد المؤمنين بجنَّةٍ عالية.

وهكذا جميعُ السور، ثم يَذكر نوعَ السورة من حيث المكيُّ والمدنيُّ، ثم عددَ آياتها فكلماتِها فحروفِها، ثم يذكر انتظامَ أولها بخاتمةِ التي قبلها، ثم انتظامَها كلِّها بمحتوَى سابقتِها.

وقد أطال بذلك في سورة البقرة وأبدعَ، فقد ذكر أنَّ انتظامها بالفاتحة حاصلٌ من سبعةِ أوجهٍ: بواحدٍ واثنينِ وثلاثةٍ وأربعةٍ وخمسةٍ وستةٍ وسبعةٍ.

<<  <  ج: ص:  >  >>