بسم اللَّه الذي جعل لكلِّ شيءٍ قَدْرًا، الرحمنِ الذي يُعْظِمُ للمتَّقين أجرًا، الرحيمِ الذي يجعل بعد عسرٍ يسرًا.
وروى أبيُّ بنُ كعب رضي اللَّه عنه عن النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال:"مَن قرأ: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ} ماتَ على سُنَّةِ رسولِ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-"(١).
وهذه السُّورة مدنيَّة.
وهي إحدى عشرةَ آية، وقيل: اثنتا عشرة آية، الاختلاف في قوله:{يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا}.
وهي مئتان وسبع وثمانون كلمة، وألفٌ ومئةٌ وأربعةٌ وسبعون حرفًا.
وخَتْمُ تلك السُّورة بمدح اللَّه وثنائه، وافتتاحُ هذه السُّورة بخطاب الرَّسول وندائه.
وانتظام السُّورتين: أنَّ تلك السُّورةَ في الدُّعاء إلى التَّوحيد، وختم تلك السُّورة بالأمر بالتَّقوى والطَّاعة والنَّفقة التي هي سبب بقاء التَّوحيد، وهذه السُّورةُ في بيان
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٣٣١)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٣١٠)، قال ابن الجوزي في "الموضوعات" (٤/ ٣٤٤): مصنوع بلا شك. وانظر: "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة" للشوكاني (ص: ٢٩٦).