بسمِ اللَّه الذي بشَّرَ المُتَّقين المؤمنين بجَنَّات النَّعيم، الرَّحمنِ الذي وقاهم عذابَ الجحيمِ، الرَّحيمِ الذي وعَدَ المؤمنين في الجنة بشَرابٍ لا لَغْوٌ فيه ولا تأثيم.
وروى أبيُّ بنُ كعب رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال:"مَن قرأَ سُورةَ {وَالطُّورِ} كان حقًّا على اللَّه تعالى أنْ يُؤَمِّنَه مِن عذابه، ويُنَعِّمَه في جنَّتِه"(١).
وهذه السُّورةُ مكِّيَّةٌ، وهي سبعٌ وأربعون آيةً، وقيل: تسعٌ، والاختلافُ في {وَالطُّورِ}، {إِلَى نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا}.
وكلماتُها: ثلاثُ مئةٍ واثنتا عشرة كلمةً.
وحروفُها: ألفٌ وثلاثُ مئةٍ.
وانتظامُ خَتْمِ تلك السُّورةِ بافتتاح هذه السُّورةِ: أنَّ خَتْمَ تلك بالوعيد بالعذاب، وافتتاحَ هذه بالقسَمِ على ذلك العذاب.
وانتظامُ السُّورتين: أنهما في مُحاجَّة المشركين، وفي الأولى زيادةُ تقريرٍ بقِصص الأوَّلين.
(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٢٣)، والمستغفري في "فضائل القرآن" (١٢١٩)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ١٨٣)، وهو قطعة من الحديث الطويل الموضوع في فضائل السور. انظر: "الفتح السماوي" للمناوي (٣/ ١٠١٢).