للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الزهري: كان سعيد بن المسيِّب يقول: الأنفال وبراءة سورة واحدة (١).

وقال أبو عطيةَ: كتب إلينا عمر رضي اللَّه عنه: تعلَّموا سورةَ براءة، وعلِّموا نساءكم سورة النور (٢).

وقال البراء بن عازبٍ: آخرُ سورة أنزلت كاملةً سورةُ براءة (٣).

وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: كانت براءةُ تسمَّى: الفاضحة، على عهد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فضحمت أقوامًا يومَ النحر -وهو الحجُّ الأكبر- بما أَنزل اللَّه من شؤونهم (٤)، وما كانوا يكتمون من غشِّ النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٥).

ومن المفسرين مَن سماها بسبعة أسماء: سورة التوبة، والمبعثِرة؛ أي: المظهِرةُ لأسرار المنافقين، من قوله: {إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ} [العاديات: ٩]، والفاضحة، والمنكِّلة، والمشرِّدة، والمخزِيَة من قوله تعالى: {وَيُخْزِهِمْ} [التوبة: ١٤]، والمدمدِمة وهي المهلِكة.

* * *


(١) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٠/ ٢٧٩ - ٢٨٠).
(٢) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (١٠٠٤ - تفسير)، والبيهقي في "الشعب" (٢٤٣٧).
(٣) رواه البخاري (٤٣٦٤)، ومسلم (١٦١٨).
(٤) في (ف) و (أ): "سوآتهم".
(٥) لم أجده بهذا اللفظ، وروى البخاري (٤٨٨٢)، ومسلم (٣٠٣١) عن سعيد بن جُبيرٍ، قال: قلتُ لابن عباس: سورةُ التَّوبةِ، قال: التوبةُ؟ هي الفاضحةُ، ما زالتْ تَنْزِلُ: ومنهم ومنهم، حتى ظَنُّوا أنَّها لن تبقِيَ أحدًا منهم إلَّا ذُكِرَ فيها.