وقوله تعالى:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}: يجوز فيه ثلاثة أوجه:
الأمر بالحمد على إضمار قل أو قولوا.
وحمد اللَّه في نفسه تعليمًا لعباده.
والإخبار أن استحقاق الحمد للَّه.
وقوله تعالى:{وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ}: أي: هو المحمود في الآخرة، وهو المستحِقُّ للحمد فيها كما هو مستحِقُّه في الدنيا؛ إذ هو المالك في الآخرة قال تعالى:{مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} لا ملك إلا له ولا مالك إلا هو، وهو المنعِم على المطيعين بالجنة وما فيها من النعيم المقيم والأجر العظيم، وهم يحمدونه فيها، قال تعالى:{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ}[فاطر: ٣٤]، {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا}[الأعراف: ٤٣]، {وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[يونس: ١٠].
وقيل:{وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ}؛ أي: في إنشاء الآخرة؛ لأن خلق الدنيا صار حكمةً لخلق الآخرة، ولولاها لكان خلق الدنيا للفناء وهو عبث.
{وَهُوَ الْحَكِيمُ}: المحكِم لأفعاله، المصيبُ في أفعاله وأقواله {الْخَبِيرُ}: العالم بالأشياء على حقائقها.