للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا}: ما يكون على ظهرها من هذا، فيعلم أعيانها ومقاديرها وأحوالها ومدةَ بقائها ووقت فنائها.

{وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ}: من مطر وملَكٍ وغيرِ ذلك.

{وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا}: أي: يصعد إليها من الملائكة الحفظة وما يكتبون.

{وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}: لا يعاجل مَن عصاه بالعقوبة، ويغفر لهم بالتوبة، وهو المستحِقُّ للحمد بذلك.

* * *

(٣) - {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

وقوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ}: أي: وقال المنكِرون للبعث، الواصفون اللَّهَ تعالى بضدِّ ما مر ذكرُه من القدرة والحكمة والعلم: {لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ} وإنكارهم لذلك: إما أن يكون لأنه ليس في قدرة اللَّه تعالى عندهم وقد بيَّن قدرته بخلق السماوات والأرض، أو لأنه ليس بحكمةٍ، وإقامةُ القيامة لمجازاةِ المطيع والعاصي حكمةٌ، أو لأنه لا يعلم بأعمال العباد ليجازَيهم على وَفق عملهم، وقد بيَّن أنه حكيمٌ عليمٌ، فبطل قولهم بما تقدم من عدم إتيانِ الساعة (١).

ثم زاد في البيان فقال: {قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ} نفَى قولهم وأقسم على كونها، وأكد باللام والنون.


(١) "من عدم إتيان الساعة" ليس في (أ) و (ف).