للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غيرهما، أو التضييقِ عليهما في التعجيل وهما في حاجةٍ لهما ما (١) لم يَفرغا منها، وهو كما مر في قوله تعالى: {لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا} [البقرة: ٢٣٣] أن له وجهين (٢).

وقوله تعالى: {وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ}: أي: الضرارُ (٣) فسقٌ وخروجٌ عن الأمر.

وقوله تعالى: {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: هذا كلُّه ظاهر.

* * *

(٢٨٣) - {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ}.

وقوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ}: أي: فالوثيقةُ رهانٌ، وهي جمع رهنٍ، وهي (٤) العين المقبوضة بالدَّين توثيقًا له.

وقرأ أبو عمرو وابن كثير: {فرُهُنٌ} (٥) وهو جمعُ جمعٍ.

و {مَقْبُوضَةٌ} نعتٌ للرهان، ودَل ذلك على أن حُكمه دوامُ الحبس، فإنه لا يصير رهنًا إلا بابتداء القبض (٦)، فذكرُ الرهن ذكرٌ لذلك القبض، ثم وصفُها


(١) "ما" ليست في (أ).
(٢) "أن له وجهين" ليست في (ف).
(٣) في (ر): "الضرر".
(٤) في (ف): "وهو".
(٥) انظر: "السبعة" (ص: ١٩٤)، و"التيسير" (ص: ٨٥).
(٦) في (ر): "بالقبض"، وفي (ف): "بابتداء".