للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كلامه مخرجَ السؤال ويَقصدُ به ضعيفًا لا بَصَر له فيه يوقع في قلبه شبهةً، وهي (١) عادةُ الملحِدةِ والمبْطِلة (٢) مِن أهل الأهواء.

وقال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما لعليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللَّه عنه: لا تُخاصِم هؤلاء الخوارج بالقرآن؛ فإنَّ القرآن حَمولٌ ذلولٌ ذو وجوهٍ، تقول ويقولون، ولكن خذهم (٣) بالسُّنن، فإنَّهم لن يجدوا عنها محيصًا (٤).

وقال عمر بنُ الخطاب رضي اللَّه عنه: يأتي أقوامٌ يأخذونكم بشبهات القرآن، فخُذوهم بالسُّنن، فإنَّ أصحابَ السُّنن أعلمُ بكتاب اللَّه تعالى (٥).

وقوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}: منهم (٦) مَن وقف على هذا، وقال: لا يَعلم المتشابهَ إلَّا اللَّهُ، وفي مصحف عبد اللَّه بنِ مسعودٍ رضي اللَّه عنه: (وما يَعلم تأويلَه إلَّا اللَّهُ ويقول الراسخون في العلم آمنَّا به) (٧).


(١) في (أ) و (ف): "وهو".
(٢) في (أ): "الملاحدة والمبطلين".
(٣) في (ر): "خذوهم".
(٤) رواه الخطيب في "الفقيه والمتفقه" (١/ ٥٦٠) من طريق الأوزاعي قال: خاصم نفر من أهل الاهواء علي بن أبي طالب فقال له ابن عباس. . .، الحديث، وإسناده منقطع. ورواه ابن سعد كما في "الدر المنثور" (١/ ٤٠) من طريق عكرمة وغيره عن ابن عباس فعكس وجعل القائل عليا والمخاطب ابن عباس، ولعله الصواب.
(٥) رواه الدارمي في "السنن" (١١٩).
(٦) قوله: "منهم" وقع بدلًا منه في (ف): "مر وإذا كانوا أعلم وقد تعلوا السنة فيكون منهم حجة"، وهي عبارة قلقة وغير واضحة.
(٧) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ١٥)، وكذا كان يقرأ ابن عباس كما رواه عنه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٢١٨).