للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران: ٧] وهو فيما يَرجع إلى التأويل (١): الغيبُ الذي أبهمه اللَّه؛ كالساعة متى وقوعُها؟ وأشراطها متى ظهورُها؟

وقيل: التفسير ما لا يُختلف فيه، والتأويل ما اختُلف فيه.

ثم اختَلف الناس في جواز الخوض فيهما:

فقال قومٌ: لا يجوز تفسير القرآن بشيءٍ إلا أن يَرِدَ به نقلٌ صحيح، لرواية ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما عن النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "مَن قال في القرآنِ برأيه فلْيَتبوَّأْ مَقعَدَه من النَّار" (٢).

وقال عليه الصلاة والسلام: "مَن قال في القرآنِ برأيهِ فأصابَ فقد أَخْطأَ" (٣).

وسئل أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي اللَّه تعالى عنه عن تفسير قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا} فقال: أيُّ سماءٍ تُظِلُّني وأيُّ أرضٍ تُقِلُّني إذا قلتُ في كتابِ اللَّه تعالى ما (٤) لا علم لي به (٥)؟!


(١) "التأويل" من (ر).
(٢) رواه أبو داود في "سننه" برواية ابن العبد كما في "تحفة الأشراف" (٤/ ٤٢٣)، والترمذي (٢٩٥٠) و (٢٩٥١)، والنسائي في "الكبرى" (٨٠٣١). قال الترمذي: حديثٌ حَسَنٌ. قلت: في إسناده عبد الأعلى الثعلبي وهو ضعيف.
(٣) رواه أبو داود (٣٦٥٢)، والترمذي (٢٩٥٢)، والنسائي في "الكبرى" (٨٠٣٢) من حديث جندب بن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه. قال الترمذي: هذا حديثٌ غرِيبٌ، وقد تَكَلَّمَ بعضُ أهلِ الحديثِ في سهيلِ بن أبي حَزْمٍ.
(٤) في (ر): "بما".
(٥) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (٣٠١٠٧).