للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اللسانِ، يُقالُ: وقال زيد: المالُ له والمالُ لي، وقل له: سيخرج وستخرج، وقال تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} (١) [الأنفال: ٣٨] وقال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا} الآية [الأنفال: ٧٠].

وقيل: الخطابُ لليهود، والمغايَبة عن عَبَدة الأوثان؛ لأنَّ اليهودَ أَظهروا السرور (٢) بما كان مِن المشركين يومَ أُحُدٍ.

وتفسيره: قل لليهود الذين كان لهم عهدٌ ثم نقضوه -وهم بنو النضير- واعتمَدوا أموالهم وأولادهم: ستُغلبون وتقهرون، فلا تنفعكم أموالُكم ولا أولادُكم، وهذا في الدنيا، وقوله تعالى: {وَتُحْشَرُونَ} أي: تُجمَعون وتُبعَثون إلى جهنَّم، وذلك في العُقبى.

وقوله تعالى: {وَبِئْسَ الْمِهَادُ} أي: وبئسَ الفِراش.

وقال مجاهد: أي: بئسَ ما مهَدتم لأنفسكم وقدَّمتم لها (٣).

وكان كما قال؛ فقد أَجلاهم وأَخَذ أموالهم في الدنيا، ولهم العذابُ الدائمُ في العقبى.

وقيل: هذا خطابٌ لنصارى بني نجران الذين ذُكروا في أوَّل هذه السورة.

وقال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: هو خطابٌ لليهود (٤)، وكانت الغَلَبة على بني قريظة بالقتل والسَّبي.


(١) في (ف): "نغفر لهم"، بدل: "يغفر لهم ما قد سلف".
(٢) في (ر): "أظهروا الشرك".
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (٥/ ٢٤١).
(٤) رواه أبو داود (٣٠٠١)، والطبري في "تفسيره" (٥/ ٢٣٩ و ٢٤٠). وإسناده ضعيف لجهالة محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت.