للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال (١) الكلبيُّ: قدم على النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- حبرانِ مِن أحبارِ الشام، ولما مرَّا بالمدينة (٢) قالا: ما أشبهَ هذا البلدَ بمدينة خاتمِ الأنبياء، ولمَّا دخلا على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالا: أَخبِرنا عن أعظم شهادةٍ في كتاب اللَّه تعالى؛ إنْ أنت أَخبرتنا بها آمنَّا بك، فأنزل اللَّهُ تعالى هذه الآيةَ، فأَسلم الرجلان (٣).

وقال مقاتل: إنَّ عبد اللَّه بنَ سلَام وأصحابَه مِن مؤمني أهلِ الكتاب قالوا لرؤوس اليهود: إنَّ محمَّدًا رسولُ اللَّه ودينَه الحقُّ فاتَّبِعوه، فقالت اليهود: دينُنا أفضلُ مِن دينكم، فأَنزل اللَّهُ تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ} يشهدون بها {وَأُولُو الْعِلْمِ} بالتوراة؛ عبدُ اللَّه بنُ سلام وأصحابُه يشهدون أنَّه لا إله إلا هو، ويشهدون أنَّه قائمٌ على كلِّ نفس بالعدل (٤) {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ} في ملكه {الْحَكِيمُ} في أمره، ويشهدون (٥) {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ} (٦).

وقوله تعالى: {شَهِدَ اللَّهُ} فالشهادةُ: الإخبارُ عمَّا شُوهد؛ أي: شهودَ نظرٍ أو علمٍ (٧).

وقال مقاتل: {شَهِدَ اللَّهُ}؛ أي: قالَ اللَّهُ.


(١) في (أ): "قال".
(٢) في (أ): "رأيا المدينة".
(٣) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٣٢)، و"أسباب النزول" للواحدي (ص: ٩٩).
(٤) بعدها في (ر) و (ف): "قوله تعالى".
(٥) في (أ): "وشهدوا".
(٦) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٢٦٧)، و"تفسير الثعلبي" (٣/ ٣٣). والقراءة بفتح همزة (أن الدين) هي قراءة الكسائي وستأتي.
(٧) في (ف): "نظر وعلم".