للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والقاهر هو (١) الذي لا يُقهَر، يقال: عَزَّ يَعُزُّ -بضمِّ العين في المستقبل-: إذا غلَب، قال تعالى: {وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} [ص: ٢٣] وفي المَثَل: مَن عَزَّ بَزَّ؛ أي: مَن غَلَب سَلَب.

وقيل: {الْعَزِيزُ} الذي لا مِثْل له، يقال: عزَّ يَعِزُّ -بكسر العين في المستقبل-: إذا قلَّ وجودُ مثلِه، وإذا كان ما يقلُّ وجودُ مثلِه عزيزًا، فالذي لا مِثْلَ له أَولى بهذا الاسم.

وقيل: {الْعَزِيزُ} القادرُ القويُّ، يقال: عَزَّ يَعَزُّ -بفتح العين في المستقبل-: إذا اشتدَّ، قال تعالى: {فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ} [يس: ١٤]؛ أي: فقوَّينا، والأرضُ العَزازُ: التي لا يستقرُّ عليها الأقدامُ.

وقيل: {الْعَزِيزُ} المنيعُ، وهو الذي لا يُوصل إليه، يقال: حصنٌ عزيزٌ، إذا تعذَّر الوصولُ إليه، فإذا كان ما (٢) يتعذَّر الوصولُ إليه عزيزًا، فالذي يستحيل الوصولُ إليه -إذ لا حدَّ له- أَولى بهذا الاسم.

وقيل: {الْعَزِيزُ} (٣) المعزُّ، كالأليم بمعنى المؤلِم، والوجيع بمعنى الموجِع، {الْحَكِيمُ} هو المصيبُ في القول والعمل، و {الْحَكِيمُ} المحكِم أيضًا، وقد مرَّ فيه أقاويلُ أخَرُ في (٤) قوله تعالى: {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: ٣٢] في قصَّة آدمَ عليه الصلاة والسلام.

* * *

(١٩) - {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.


(١) "هو": من (أ).
(٢) في (ف): "الذي".
(٣) "هو": من (أ).
(٤) في (أ): "عند".