للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل الرأي نوعان:

رأيٌ يَتراءَى من هاجسِ نفسٍ، وهو الظنُّ والحِسْبان (١)، وذلك هو المزجورُ (٢) عنه المحجورُ عليه في القرآن.

ورأي ينشأُ من عقلٍ كاملٍ وعلمٍ باهر، وتأييدٍ من اللَّه تعالى ظاهرٍ، وهو الاستنباط المعهود والرأيُ المحمود.

وقال (٣) الإمامُ أبو منصورٍ الماتُرِيديُّ رحمه اللَّه: أَنكر بعضُ السَّلَف ثبوتَ هذا الخبر، فقد ثبت من الأئمةِ تفسيرُ القرآن والقولُ فيه، وللناس حاجةٌ إلى معرفته، والذين أقرُّوا بصحته اختلفوا في تأويله، فقال بعضهم:

التفسيرُ بالرأي: هو أن يَحملَه المرء على ما يراه بقلبه (٤)، دون الفحصِ عنه بالعَرْض (٥) على الدليل الذي أُذِنَ له في الحكمِ به في عامَّةِ أمور الدِّين.

قال: وقيل: هذا الوعيدُ في حقِّ مَن يَقطعُ القولَ بصحةِ (٦) ما أدَّاه إليه اجتهادُه، وقد يبدو له فيرجعُ، فأمَّا مَن قال: يَحتمِل هذا، ويقول (٧): إن كان خطأ فمنِّي، وإن كان صوابًا فمن اللَّه تعالى، فهذا لا بأس به.


(١) في هامش (ف): "الحسبان بالكسر هو الظن، والحسبان بالضم من الحساب"، وقد ضبطت الكلمة بكسر الحاء.
(٢) في (أ): "المردود".
(٣) في (أ): "قال".
(٤) في هامش (ر): "بعقله".
(٥) في (ر) و (ف): "بالغوص".
(٦) في (أ): "القول بصحته على".
(٧) في (ف): "فيقول".