للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: سُمِّي به لحياة قلبِه باللَّه تعالى (١).

وقيل: سُمِّي به لأنَّه (٢) إذا قُلب لم ينقلب، بل هو هو، وأولُه كآخِره وآخِرُه كأوَّله، وكذلك (٣) كان يحيى أولًا وآخِرًا وظاهرًا وباطنًا.

وقوله تعالى: {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ}: نصبٌ على الحال، أو على القطع؛ لأنَّه نكرةٌ بعد معرفةٍ.

{بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} (٤) قيل -وهو قول عامَّة أهل التفسير-: هو عيسى عليه السلام؛ لأنَّه كان بكلمة (٥) اللَّهِ مِن غيرِ أبٍ.

وقيل: سُمِّيَ كلمةَ اللَّه: لأنَّ الناسَ يهتدون به في الدِّين كما يهتدون بكلام اللَّهِ تعالى، وهذا (٦) كما سَمَّى اللَّهُ تعالى القرآنَ رُوحًا، وعيسى رُوحًا؛ لأنَّه يُحيي بهما مِن الضلالة كما يُحيي الإنسان بالرُّوح.

وقال أبو عبيدة: {بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ}؛ أي: بكتابِ اللَّهِ تعالى، وسُمِّيَ الكتابُ كلمةً لأنَّ العربَ تقول: أنشدني (٧) كلمةَ فلانٍ؛ أي (٨): قصيدته التي قالها وإنْ طالت (٩).


(١) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٢٤٠).
(٢) في (أ): "وقيل يحيى"، وفي (ف): "وقيل سمي يحيى".
(٣) في (ر): "ولذلك".
(٤) في (أ): "وكلمة".
(٥) في (ر): "يكلمه"، وفي (أ): "بكلمة من".
(٦) "وهذا" من (أ).
(٧) في (ر): "أسمعني".
(٨) في (أ) و (ف): "يعني".
(٩) انظر: "مجاز القرآن" (١/ ٩١). وفي أوله: (بكتاب من اللَّه) بدل: "بكتاب اللَّه".