للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الرحيم، كَتب اللَّهُ تعالى براءةً للصبيِّ، وبراءةً لأبويه، وبراءةً للمُعلِّم مِن النار" (١).

وعن جابرٍ رضي اللَّهُ عنه قال: لمَّا نزلت: بسمِ اللَّه الرَّحمنِ الرَّحيم، هَربَ الغيمُ إلى المشرِق، وسكنت الرياحُ، وهاجَ البحرُ، وأَصْغت البهائمُ آذانها، ورُجمت الشياطينُ مِن السماء، وحَلف اللَّهُ عزَّ وعلا بعزَّته لا يُسمَّى اسمُه على شيءٍ إلَّا شَفاه، ولا يُسمَّى اسمُه على شيءٍ إلَّا باركَ عليه، ومَن قرأ: بسم اللَّهِ الرحمنِ الرحيمِ، دخل الجنَّة (٢).

وقال ابن مسعود رضي اللَّه تعالى عنه (٣): مَن أراد أن ينجيَه اللَّهُ مِن الزَّبانية التسعةَ عَشَر فليقرأ: بسم اللَّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، فإنَّها تسعةَ عَشَر حرفًا، ليجعلَ (٤) اللَّهُ تعالى بكلِّ حرفٍ منها جُنَّةً (٥) له مِن كلِّ واحدٍ منهم (٦).

وقال بعضُ أهلِ المعرفة: التسميةُ كلمةٌ قدسيَّةٌ مِن كنزِ الهداية، وخلعةٌ ربوبيَّةٌ مِن خِلَع الولاية، ووصلةٌ قريبةٌ لأهلِ العناية، ورحمةٌ خاصةٌ (٧) لأصحابِ الجناية.


(١) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١/ ٩١)، وابن الجوزي في "التحقيق في أحاديث الخلاف" (١٥٧٨)، قال ابن الجوزي: وهذا الحديث لا يجوز الاحتجاج بِهِ؛ لأنَّهُ من عمل أَحمد بن عبد اللَّه الهَرَوِيّ، وهو الجويباري، وكان كذابًا يضعُ الحديث. وقال ابن عبد الهادي في "تنقيح التحقيق" (٢٥٣٠): هذا الحديث موضوعٌ.
(٢) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١/ ٩١).
(٣) في (أ): "وعن ابن مسعود".
(٤) في (ر): "يجعل"، وفي (ف): "فيجعل"، والمثبت من (أ) والمصادر.
(٥) في هامش (ف): "الجُنَّة: الوقاية كالحصن المنيع".
(٦) رواه الثعلبي في "تفسيره" (١/ ٩١)، وابن مردويه في "تفسيره" كما في "الدر المنثور" (١/ ٢٦)، وذكره القرطبي في "تفسيره" (١/ ١٤٣).
(٧) في (أ) و (ر): "خاصية".