للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ومِن أهل العلم (١) مَن ذكر أن هذه الدعواتِ الخمس من النبيِّ عليه السلام وخلفائه الراشدين الأربعة على الترتيب.

وقوله تعالى: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ}: أي: فاستجاب بأني، ولو كسر جاز على الحكاية (٢). والإضاعة: الإهمال والإبطال.

وقوله تعالى: {مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى}: {مِنْ} لبيان جنسِ مَن أُضيف إليهم العملُ، كقوله تعالى: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} [الحج: ٣٠].

وقيل: هو لتأكيد النفي؛ أي: أُجازي كلَّ عاملٍ ولا أَترك مجازاته ذكرًا كان أو أنثى.

وقال مجاهد: إن أم سلمةَ قالت: يا رسول اللَّه ما بالُ (٣) النساء لا يذكرون في القرآن كما يذكر الرجال؟ فنزلت هذه الآية وقولُه تعالى: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية (٤).

وقوله تعالى: {بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}: أي: كلُّكم مجتمعون على دينٍ واحد (٥)


(١) في (ف): "التفسير".
(٢) وقرأ بكسر الهمزة عيسى بن عمر. انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٣٠).
(٣) في (ف): "مال" بدل: "ما بال".
(٤) رواه من طريق مجاهد عن أم سلمة الترمذي (٣٠٢٢)، والحاكم في "المستدرك" (٣٥٦٠)، ولم يرد في رواية الترمذي آية آل عمران، وصححه الحاكم، لكن الترمذي نبه على إرساله فقال: هذا حديثٌ مرسَلٌ، ورواه بعضُهم عن ابنِ أبي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ مرسَلًا، أنَّ أمَّ سلمةَ قالت كذا وكذا. ورواه الترمذي (٣٠٢٣)، الحاكم (٣١٧٤) من طريق آخر متصل عن أم سلمة رضي اللَّه عنها. وقال الحاكم: صحيح على شرط البخاري.
(٥) "دين واحد" من (ف).