للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثم التسميةُ عند مالكٍ آية مِن رأسِ كلِّ سورةٍ، وعند الشافعيِّ آيةٌ مِن رأسِ (١) الفاتحة، وعن محمد بنِ الحسن: أنَّها آيةٌ أُنزلت للفَصْل بين السُّورِ.

وظاهرُ مذهبِ أصحابِنا أنَّها ذِكْرٌ تُبدأ به القراءةُ تيمُّنًا وليست بآيةٍ، وفي سورة النمل هي ما دونَ آيةٍ.

وقالوا: اللطف في أنها ليست (٢) بآيةٍ تامَّهٍ في القرآن، أن لا يكون (٣) الجُنُبُ والحائضُ والنُّفساءُ ممنوعِين عنها (٤) عند كلِّ أمرٍ ذي بالٍ، كالشهادتَيْن لم يُجمعا في القرآنِ في موضعٍ واحدٍ لئلَّا تتمَّ آية، وربَّما يُحتَضَر الجُنُبُ ونحوُه، فلا يُمكنه التكلُّمُ بهما عند ختمِ عمرِه.

وباللَّهِ التوفيقُ وعليه توكُّلي، وهو حسبي ونعْمَ الوكيلُ، وصلى اللَّه على سيِّدنا محمدٍ وصحبهِ أجمعين، والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، تمَّ القولُ على البسملة.

* * *


(١) "رأس": من (أ) و (ف).
(٢) في (ف): "وقالوا ليست"، وفي (ر): "بل هي دون آية، وليست"، بدل: "وقالوا اللطف في أنها ليست".
(٣) في (ر): "إذ لو كانت آيةً لكان"، بدل: "أن لا يكون".
(٤) في (أ) وهامش (ف): "عنه" وفي (ف): "منها".