للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وروي عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "أتاني جبريل عليه السلام فأخبرني عن اللَّه عز وجل قال (١): وعزَّتي وجلالي إنه ليس من الكبائر كبيرةٌ هي أعظم عندي من حبِّ الدنيا" (٢).

وقال القشيري الإمام رحمه اللَّه: الكبائر على لسان أهل العلم هاهنا الشركُ، وعلى لسان أهل الإشارة أيضًا الشركُ الخفيُّ، ومن جملة ذلك: ملاحظةُ الخَلْق، واستحلاءُ (٣) قبولهم، والتودُّدُ إليهم، والإغماضُ عن حق اللَّه بسببهم.

وقال في قوله تعالى: {وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}: أي: يُدخلْكم في أموركم وأحوالكم مُدخلًا حسنًا، لا تَرون منكم دخولَكم ولا خروجَكم، وإنما تَرون المصرِّفَ لكم ربَّكم سبحانه وتعالى (٤).

وقال ابن عباس رضي اللَّه تعالى عنهما: ثماني (٥) آيات في سورة النساء كلُّ


= رحمه اللَّه قال عند تفسير الآية (٣١) من سورة النساء: (في إسناده نظر، والأشبه أن يكون موقوفًا، فقد روي عن ابن مسعود نحو ذلك، وهو صحيح إليه بلا شك).
قلت: رواه من قول ابن مسعود عبد الرزاق في "المصنف" (١٩٧٠١) وفي "التفسير" (٥٥٦)، والطبري في "التفسير" (٦/ ٦٤٨ - ٦٤٩)، وابن المنذر في "التفسير" (١٦٦١)، والطبراني في "الكبير" (٨٧٨٣)، فذكر فيه الأربعة: الشرك والقنوط والأمن واليأس، وفي لفظ للطبري: (الكبائر أربع. . .). وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١/ ١٠٤): (إسناده صحيح).
(١) في (أ): "وروى ابن عباس رضي اللَّه عنهما عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنَّه قال عن جبريل عليه السلام إن اللَّه تعالى قال".
(٢) ذكره إسماعيل حقي في "روح البيان" (٢/ ١٩٧)، ولعله نقله من المؤلف.
(٣) في (ر): "واستحلال".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٣٢٧ - ٣٢٨).
(٥) في (أ): "ثمان".