للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: الأوَّل: هو الجارُ المسلِمُ، والثاني: هو الجارُ المشرِكُ المباعِد في الدِّين.

وقيل: الأول: هو الجارُ الملاصِق، والثاني: هو الجارُ الذي لا يُلاصق.

وقوله تعالى: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} قال ابنُ عباسٍ وجماعةٌ رضوان اللَّه عليهم: هو الرَّفيق في السَّفر (١).

وقال عليٌّ وابنُ مسعودٍ رضي اللَّه عنهما: هي الزَّوجةُ التي تكون معك، إلى جنبك (٢).

وقيل: هو الجليسُ، وهو مرويٌّ عن ابن عباسٍ رضي اللَّه عنهما في روايةٍ قال: إني لأستحيي أنْ يَطأ الرَّجلُ بساطي ثلاثَ مرَّات، ولا يَرى عليه أثرَ بِرِّي عليه (٣).

وقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "الجيرانُ ثلاثةٌ، جارٌ له حَقٌّ واحدٌ، وهو حَقُّ الجوار، وهو الجارُ المشركُ، وجارٌ له حقَّان، حَقُّ الجوارِ، وحَقُّ الإسلام، وهو الجارُ المسلم، وجارٌ له ثلاثةُ حقوق؛ حَقُّ الجوار، وحَقُّ الإسلام، وحَقُّ القرابة، وهو الجارُ المسلمُ القريب" (٤).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ١٤).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٧/ ١١ - ١٣) عن ابن عباس ومجاهد والسدي وسعيد بن جبير والضحاك.
(٣) رواه الطبراني في "مكارم الأخلاق" (١٩٠).
(٤) رواه الخرائطي في "مكارم الأخلاق" (٢٤٧)، والطبراني في "مسند الشاميين" (٢٤٣٠)، وابن عدي في الكامل (٦/ ٢٩٢)، ومن طريق ابن عديٍّ البيهقيُّ في "شعب الإيمان" (٩١١٣) من حديث عبد اللَّه بن عمرو. وفي إسناده سويد بن عبد العزيز وعثمان بن عطاء وأبوه، قال البيهقي: ضعفاء، غير أنهم غير متهمين بالوضع.
ورواه البزار كما في "كشف الأستار" (١٨٩٦) من حديث جابر رضي اللَّه عنه، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٨/ ١٦٤): رواه البزار عن شيخه عبد اللَّه بن محمد الحارثي، وهو وضاع. لكن رواه الطبراني في "مسند الشاميين" (٢٤٥٨)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٥/ ٢٠٧) من غير طريق الحارثي، وهو عندهم من طريق عبد الرحمن بن فضيل، عن عطاء الخراساني، عن الحسن البصري عن جابر، وعبد الرحمن بن فضيل لم أقف على ترجمته.