للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وسؤالُ المعونة، واستدامةُ الهداية، وموافقةُ أهلِ الرسالة، ومخالفةُ أهلِ اليهوديَّة والنصرانيَّة، ومفارقةُ أهلِ البِدْعة والضلالة.

وأمَّا قولنا: أساميها سبعةٌ: فهي: الفاتحةُ، وأمُّ الكتاب، والسَّبعُ المثاني، وسورةُ الحمد، وأساسُ القرآن، وسورةُ الشفاء، وسورةُ الصَّلاة:

أمَّا (١) الفاتحة: فلأنَّ الافتتاحَ هو الابتداءُ، وبها يُبتدأ كتابةُ المصاحف، وبها يُفتتح قراءةُ القرآن في الصلاة، وبها افتُتح الوحيُ إلى النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- على ما روِّينا، وكذا كُتب في اللوح المحفوظ، ولأنَّها فاتحةُ أبوابِ الفتوحِ في الدنيا، وفاتحةُ أبوابِ الجِنانِ في العقبى، ولأنَّ الفتحَ هو النَّصر (٢)، والاستفتاحَ الاستنصارُ، ولقارئِ هذه السُّورةِ الظَّفَر والنُّصرة والاستنصار.

وأمَّا أمُّ الكتاب: فالأمُّ هي الأصل، والوالدة أمُّ الوَلَد؛ أي: أصلُه، ومكَّةُ أمُّ القرى؛ أي: أصلُ سائرِ البِقاع، لانها أوَّل ما خُلقت، ومنها دُحيت البلادُ، واللوحُ المحفوظُ أمُّ الكتابِ، وهو أصل كُتب فيه الكائناتُ إلى يوم القيامة، وهذه السُّورةُ أمُّ الكتاب، وأمُّ القرآن، وهي أصلُ المذكوراتِ في سائرِ السُّور والمشتمِلةُ عليها:

فإنَّ جميعَ ما ذُكر في القرآن مِن التحميد والتمجيدِ والتسبيح والتقديسِ والتهليلِ والتكبير والذِّكرِ والثناء والشُّكرِ والدعاءِ، فهو تحت كلمة: {الْحَمْدُ}.

وجميعَ ما ذُكر فيه مِن أسماءِ اللَّهِ تعالى الحسنى وصفاتِه العُلَا، وما ذُكِر مِن ربوبيتِه وإلهيتِه ووحدانيتِه وفَرْدانيته، فهو تحتَ كلمة؛ {لِلَّهِ رَبِّ}.


(١) في (أ): "فأما".
(٢) في (أ): "هي النصرة".