للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تَعتدوا أنتم حدَّ الشَّرعِ، فتَمنعوا هؤلاء عن المسجدِ الحرام، فلا قدوةَ في الباطل.

وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}؛ أي: على فعلِ الإحسان وتركِ العِصيان.

وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}؛ أي: ولا تتعاونوا، حُذِفت إحدى التَّاءين تخفيفًا. والإثمُ: الوزر، والعُدوانُ: مجاوزةُ الحدِّ.

وقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى}؛ أي: لمن عصاهُ وما اتَّقاه.

وقال الإمام القشيريُّ رحمَهُ اللَّه: البِرُّ: إيثارُ حقِّه، والتَّقوى: تركُ حظِّكَ، والمعاونةُ على البِرِّ بحُسن النَّصيحةِ، وجميلِ الإشارةِ، والمعاونةُ على التَّقوى بقبض أيدي الخطَّائين، وإبلاغُ الموعظةِ وتمامُ المعاونةِ باتِّصافكَ بحميدِ الخصالِ، على الوجهِ الذي يُقتدَى بك، والمعاونةُ على الإثمِ والعُدوان أنْ تعملَ شيئًا يُقتَدى بك بما لا يَرضاهُ الدِّين، فيكونُ فعلُك سببًا لفسادِ غيرِك من الموحِّدين.

وقال في قوله: {إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}: هو ما يَعقُبُ الجُرْمَ ممَّا يَسوءُ صاحبَهُ، وشِدَّةُ العقاب: حجابُ المعاقَبِ عن شهودِ المعاقِب، فإنَّ تَجرُّعَ كاساتِ البلاء على شهودِ المُبلِي أحلى مِن الشَّهد (١).

* * *

(٣) - {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ


(١) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٣٩٨ - ٣٩٩).