للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والثالث: أمَّنتكُم مِن العدوِّ والعودِ إلى دين أولئك، وآيستُهم عن عودِكم (١) إلى دينهم (٢).

ثمَّ ذكر في حقِّ الدِّينِ الإكمالَ، وفي حقِّ النِّعمةِ الإتمامَ؛ لأنَّ الكاملَ ما لا يَحتمِلُ المزيدَ عليه، والتامَّ يَحتمِلُه.

وقوله تعالى: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} فالإسلامُ هو الدِّينُ المرضيُّ، وهو دينُ اللَّه، وهو الذي لا يقبلُ غيره.

وقالوا: إكمالُ الدِّين في حقِّنا من وجوه: لنا جوامعُ الكَلِم (٣)، وأُعطِيَ رسولُنا جميعَ (٤) ما أعطى الرُّسل، وزيدَ له (٥) ما لم يكن لهم (٦)، وآمنَّا نحن بجميعِ الكُتب والرُّسل، وشريعتُنا باقيةٌ إلى يوم الدِّين (٧) لا تُنسَخ، وأضْعَفَ لنا ثوابَ الحسنات، ووَعَد لنا تبديلَ السيِّئات، ولنا طرفا الدَّارين؛ نحن الآخرون في الدُّنيا، السَّابقون


(١) في (ف): "من دعائكم" وفي هامشها: "نسخة: عن عودكم".
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٣/ ٤٥٥).
(٣) خبر إيتاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- جوامع الكلم رواه البخاري في "صحيحه" (٢٩٧٧) (٧٢٧٣)، ومسلم في "صحيحه" (٥٢٣) من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٤) لفظ: "جميع" ليس في (ف).
(٥) في (أ): "عليه".
(٦) روى البخاري في "صحيحه" (٣٣٥)، ومسلم (٥٢١) عن جابر رضي اللَّه عنه أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أعطيت خمسًا لم يُعطهن أحدٌ قبلي؛ نُصِرتُ بالرُّعب مسيرةَ شهر، وجُعِلَت لي الأرضُ مسجدًا وطَهورًا، فأيُّما رجلٍ مِن أمَّتي أدركته الصلاةُ فليصلِّ، وأُحلَّت لي المغانم، ولم تَحِل لأحدٍ قبلي، وأُعطيتُ الشَّفاعة، وكان النبيُّ يُبعَثُ إلى قومه خاصَّةً، وبُعِثت إلى الناسِ عامَّة".
(٧) في (ر): "القيامة".