للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحرُّ، فظلَّلَ اللَّه بالغمام (١)، ودعا لهم بالرِّزق، فأنزلَ اللَّه تعالى عليهم المنَّ والسَّلوى، وأمرَه (٢) اللَّه تعالى أن يُرسِلَ رجالًا يتجسَّسون (٣) له أخبارَ الأرض المقدَّسةِ التي وهبَ اللَّهُ لبني إسرائيل، فقال لهم: اصعدوا الجبلَ، وانظروا ما في الأرض التي يسكنونَها أقليلٌ أم كثير؟ وهم أقوياءُ أم ضعفاء؟ وانظروا أرضَهم، أذاتُ شجرٍ مثمرة، أم لا؟ وإن كانت ذات شجرٍ مثمرةٍ فاحملوا إلينا من ثمرِها (٤).

فحملوا عنقودًا بين خمسةِ رهْطٍ، وسمُّوا ذلك الوادي وادي العنقود، ثمَّ رجعوا بعد أربعين يومًا، فأتَوا موسى وهارون، وقصُّوا عليهما، وقالوا: هي أرضٌ تَفيضُ لبنًا وعسلًا، وهذه من ثمرِها، وأهلُها أقوياءُ أشدَّاءُ، ولهم حصونٌ وثيقةٌ، فقال كالوب (٥) ويوشع: إنَّ لنا بهم قوة، وقال الباقون: إنَّ بها جبابرةً، ورجالًا جسامًا، ونحن في أعينهم مثلُ الجراد، وبكوا من ذلك، فخرَّ موسى وهارون سجودًا، وخرَّق كالوب ويوشع ثيابَهما.

فأوحى اللَّهُ تعالى إلى موسى: إنْ كان أولئك لا يَقدِرون على دخولِها، فإنِّي غَفرتُ لهم بكلمتِك، وأمَّا كالوب ويوشع فإنِّي أدخلُهما تلك الأرضَ حتَّى يراهما (٦) مَن فيها مِن العماليق والكنعانيين.


(١) في (أ) و (ر): "الغمام".
(٢) في (أ) و (ف): "وأمر"، وفي "تفسير الطبري": "وأمر اللَّه موسى".
(٣) كذا في النسخ، ووقع في "تفسير الطبري": "يتحسسون"، وهو الأصح.
(٤) انظر رواية ابن إسحاق في "تفسير الطبري" (٨/ ٢٣٨ - ٢٤١).
(٥) كذا! وفي "تفسير مقاتل" (١/ ٤٦٦)، و"تفسير الطبري" (٨/ ٣٠١): "كالب"، وكذا ذكر اسمه في ما سلف.
(٦) في (ف): "نريهما".