للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والتَّعزيرُ المشروع في حق الجُناة: هو منعُهم عن المعاودةِ (١) بالتَّأديبِ، وتعزيرُ الأنبياء: نصرتُهم بمنعِ الأعداء عنهم.

وقيل: العَزْرُ متَعدٍّ، والتَّعزير: التَّكثير، والتَّكرير منه، وهو نصرتُهم مرَّةً بعد أخرى.

والإقراضُ الحسَنُ: وراء الزَّكاة، وهو الإحسانُ إلى كلِّ محتاجٍ في أيِّ وقتٍ وقعَ مِن غير كراهةٍ في القلب وامتنانٍ على الفقير، بل يَطلُبُ به رضا اللَّهِ، وتطيبُ به نفسُه.

وقوله تعالى: {فَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} قال الكلبيُّ: أي: فمَن نقضَ منكم هذا العهدَ فقد أخطَأَ قصدَ الطَّريق، وضلَّ عن الهُدى.

قال: فأطاع منهم خمسةٌ، أخذوها بحقِّها، وعمِلوا بطاعةِ اللَّه، وأبَى سبعةٌ منهم، فاستحلُّوا المحارمَ، وسعَوا في الأرض بالفسادِ، وقَتلوا الأنبياءَ، وخرج خلال الاثني عشرَ نقيبًا اثنان وثلاثون كذابًا، يأخذونَ المُلكَ بالسَّيف، فلم يَفوا بما أُخِذَ عليهم مِن العهد.

* * *

(١٣) - {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}.

وقوله تعالى: {نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ} "ما" زائدة. وقيل: مؤكِّدة.


= "تعنفني والمرء". وظاهر أن معنى العزر في هذا البيت: اللوم كما فسره الأنباري في "الأضداد" (ص: ١٤٧) لا المنع كما ذكر المصنف، فلا يصلح البيت شاهدًا لكلامه.
(١) في (ف): "العادة".