للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

به ثمنًا قليلًا، فيقولُ: معاذ اللَّه أنْ أكونَ كذلك، لا أستبدِلُ بالحَلِفِ أو باسم اللَّه عوضًا يسيرًا من الدُّنيا، وإنْ كان هذا الميِّتُ قريبًا.

وقوله تعالى: {وَلَا نَكْتُمُ شَهَادَةَ اللَّهِ}؛ أي: لا نَكتمُ شيئًا بالحلِفِ باللَّه، والإضافةُ إلى اللَّه تعالى لما أنَّه ثبت بشرعِه، وهو كقوله: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ} [نوح: ٤]؛ أي: الأجلُ الذي أثبتَهُ اللَّهُ تعالى. و {شَهَادَةُ} نُصِبَ بنزعِ الباء.

وقوله تعالى: {إِنَّا إِذًا لَمِنَ الْآثِمِينَ}؛ أي: نَأثمُ لو حلَفنا على الكذِبِ.

* * *

(١٠٧) - {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيَانِ فَيُقْسِمَانِ بِاللَّهِ لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَمَا اعْتَدَيْنَا إِنَّا إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ}.

وقوله تعالى: {فَإِنْ عُثِرَ عَلَى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْمًا}؛ أي: اطُّلِعَ على خيانتهما، وقد عَثَرَ على الشَّيءِ عُثُورًا؛ أي: اطَّلعَ عليه، وأعثرَهُ غيرُه عليه؛ أي: أطلعَهُ، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ} [الكهف: ٢١]، وأصلُه: الوقوعُ على الشَّيءِ، مِن العثرةِ بالرِّجلِ، ويُستعمَلُ في الزَّلَّة أيضًا كذلك.

وقوله تعالى: {فَآخَرَانِ يَقُومَانِ مَقَامَهُمَا}؛ أي: فإنْ ظهَرَت خيانةُ المدَّعى عليهما؛ كما (١) ظهرَ الإناءُ في أيدي هذين، وادَّعيا أنَّهما كانا اشترياهُ مِن هذا المريضِ قبلَ موتِهِ، وصارا مدعيين على الوارثين وهما منكران، فقد قاما مقام هذين في أنَّهما صارا مدعًا عليهما، وصارتِ البيِّنةُ على المدعيين، واليمين على هذين الوارثين، فقد قاما مقامَهما فيَصيرُ الحلفُ عليهِما.


(١) في (ر): "أي" بدل: "كما".