للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقرأ عاصمٌ في رواية أبي بكر، وحمادٌ (١) وحمزةُ والكسائيُّ وخلف (٢): {فَصَّلَ} بفتح الفاء والصاد، و {حُرِّمَ} بضمِّ الحاء وكسرِ الرَّاء (٣)؛ ومعناه: وقد فصَّل اللَّهُ ذكرَ أجناسِ المحرَّمات؛ وهي الميتةُ والموقوذةُ والمنخنقةُ والمتردِّيةُ والنَّطيحةُ وما أكلَ السَّبُع، وأحلَّ المذكَّى، وهو مالكُ الأعيانِ، وشاخُ الحلالِ والحرام.

وقوله تعالى: {وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ}؛ أي: المجوسُ يَحتجُّون بقولِهم: تأكلون ما أمَتُّم، ولا تأكلون ما أماتَهُ اللَّهُ تعالى، وهذا قولٌ بالهوى، والحكمُ في التَّحليلِ والتَّحريم لمالك الأعيان، وهو اللَّهُ تعالى، فالحلالُ ما أحلَّهُ اللَّهُ، والحرامُ ما حرَّمَهُ اللَّه.

وقوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ}؛ أي: المعتدين مِن الحلالِ إلى الحرام.

* * *

(١٢٠) - {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ}.

وقوله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} أصلُ كلِّ الإثم: الشِّركُ (٤)، وظاهرُهُ: تكذيب اللِّسان، {وَبَاطِنَهُ} جحودُ القلبِ، والسُّورةُ في محاجَّةِ أهلِ الشِّرك.


(١) قوله: "وحماد" من (ف).
(٢) قوله: "وخلف" من (ف).
(٣) انظر: "السبعة" (ص: ٢٦٧)، و"التيسير" (ص: ١٠٦)، و"جامع البيان" للداني (ص: ٥٠٣)، و"النشر" (٢/ ٢٦٢).
(٤) بعدها في (أ): "والعناد باللَّه تعالى".