للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ}؛ أي: يُهلككم.

وقوله تعالى: {وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ} يجعل فيها مَنْ يَخلُفُكم مِن غيرِكم مِن النَّاس، أو مِن غيرِهم؛ فإنَّه قال: {مَا يَشَاءُ}، ولم يقل: من يشاء، فلا يَختصُّ بالعُقلاء.

وقيل: {مَا} هاهنا بمعنى: من، والمراد به: ويأت بقومٍ (١) أطوعَ منكم.

قال عطاء: هم الأنصارُ والتَّابعون بإحسانٍ (٢).

وقوله تعالى: {كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}؛ أي: نسلِ قومٍ كانوا قبلَكم.

قال مقاتل: {مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ}؛ يعني: أهل سفينة نوح (٣).

وقيل: {مِنْ} للبدل، كما يُقال: أعطيتُك مِن دينارٍ ثوبًا؛ أي: أنشأكُم بدلًا مِنهم.

* * *

(١٣٤) - {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ}.

وقوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآتٍ}؛ أي: مِن مجيء الساعة.

وقيل: مِن العذابِ في الدُّنيا والآخرة.

وقيل: مِن إظهارِ محمَّدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقال الكلبيُّ: {لَآتٍ}؛ أي: لكائنٌ لا خُلفَ فيه.


(١) بعدها في (ر): "هم".
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ١٩٢).
(٣) انظر: "تفسير مقاتل" (١/ ٥٩٠).