للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

غير ذلك، تركوه، وما وقع منه فيما جعلوه للَّه، أعادوه إلى موضعه، وكان إذا نما وحسُن ما للَّه، وانتقص ما لآلهتِهم، جعلوا ذلك النَّامي لآلهتهم، ولم يَجعلوا ذلك في عكسه.

هذا في الحرث، فأمَّا في الأنعام، فكانوا يُسمُّون بعضها للَّه، وبعضَها لآلهتهم، فكانت إذا ولدَت ما للَّه إناثُها ميتًا، أكلوه، وإذا جعلوا لآلهتهم، فولدَت ميتًا، عظَّموهُ فلم يأكلوه، وبيان ذلك في تفسير البَحيرة والسَّائبةِ والوصيلة والحامي (١).

وقال قتادة: إنْ أصابَتهُم سنةٌ، أكلوا ما جعلوا للَّه، وتَركوا ما جَعَلوا لآلهتِهم (٢).

وقيل: ما سمَّوه للأصنام كانوا يُنفِقون عليها، وما سمَّوه (٣) للَّه نحروه (٤) للأضياف والسُّؤَّال، وكذا من الحرث.

وقوله: {سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} في شرعِ ما لم يَشرعِ اللَّه.

وقيل: أي: في تفضيلِ الأصنامِ على اللَّه (٥) في هذه المعاملة.

وقيل: إنَّ اللَّه تعالى قال: لو كان معي شريكٌ كما يقولون، فهذا ليس بعدلٍ في القسمة؛ أن تأخذوا منِّي ولا تُعطوني.

وقال الإمامُ أبو منصورٍ رحمه اللَّه: فيه وجوه سفهٍ منهم:

أحدها: أنَّهم كانوا مقرِّين أنَّ اللَّهَ خلقَ الأشياءَ كلَّها، ثمَّ جعلوا ممَّا خلقَ نصيبًا للأصنام.


(١) عند تفسير الآية (١٠٣) من سورة المائدة.
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٩/ ٥٧١).
(٣) في (أ): "سموا".
(٤) في (ف): "نحروا منه".
(٥) قوله: "على اللَّه" ليس في (ف).