للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من جهة إذنٍ ورسول (١)، والإشارةُ فيه أنَّ مَن نحا نحوَهم في زيادةِ شيءٍ في الدِّين، أو نقصانِ شيءٍ مِن شرعِ المسلمين فهو مُضَاهٍ لهم في البطلان، ومنخرطٌ في سلكِهم في الطُّغيان (٢).

* * *

(١٤٠) - {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ}.

وقوله تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلَادَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ}؛ أي: هَلَكوا وخابوا، والسَّفهُ: خفَّةُ الحِلم بالعَجلة إلى ما لا ينبغي له أن يَعجلَ إليه، ومِن السَّفهِ قتلُ النُّفوسِ المحرَّمةِ، خصوصًا من هو ولدُك وبعضٌ منك، ومَن لم يُذنب إليك ولا إلى غيرِك، ولا جنى جنايةً، وفيه قسوةُ قلبٍ، وقِلَّةُ رحمةٍ، وقطيعةُ رحمٍ، وإساءةٌ إلى بريءٍ، وجُرأةٌ على اللَّه.

وقوله تعالى: {قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} قال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: انسدَّتْ عليهم طرقُ الثَّقةِ بخالقِ العباد، فحملَتهُم خشيةُ الفقرِ على قتلِ الأولاد، ومن حقائقِ اليقين: كثرةُ العِيال على قلَّة المال (٣).

* * *

(١٤١) - {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}.


(١) في (ف): "ولا رسول" بدل: "إذن ورسول".
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (١/ ٥٠٦).
(٣) المرجع السابق (١/ ٥٠٧).