للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(١٣٦) - {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

وقوله تعالى: {فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ}: أي: من الناكثين {فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ}؛ أي: أهلكناهم بالماء في البحر {بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا}؛ أي: بسببِ تكذيبهم بهذه الآيات بعد تتابُعها.

وقوله تعالى: {وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}: معرضين عنها كالغافلين، أو متغافلين غيرَ متأمِّلين، أو غافلين عن النعمة، أو غافلين عن وقت نزول العذاب، وقد بينَّا قصةَ الغرق في سورة البقرة، ونذكر أيضًا زيادةً على ذلك في سورة يونس وفي سورة الشعراء.

وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: جنَّس عليهم العقوبات لمَّا (١) جنَّسوا ونوَّعوا فنونَ المخالفات، فلا في التفكير رَغِبوا، ولا إلى التطهير قصَدوا، وكانت عقوبتهم بصرفِ قلوبهم عن شهود الحقائق أبلغَ مما اتَّصل بظواهرهم من فنون البوائق، ونعوذ باللَّه من السقوط عن عين اللَّه تعالى (٢).

* * *

(١٣٧) - {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ}.

وقوله تعالى: {وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا}: أي: لمَّا أهلكنا فرعون وقومه أسكنَّا قوم موسى الذين


(١) في (أ): "كما".
(٢) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٦٠ - ٥٦١).