للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

اليهود والنصارى: نحن نتَّقي اللَّه ونؤتي الزكاة ونؤمِن بآيات اللَّه (١)، فنزل: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي} الآيةَ، فعزَلها عن إبليس واليهود والنصارى، وجعلها لأمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- (٢).

وقال القشيريُّ رحمه اللَّه: الذين يتَّقون أن يرَوا استحقاقَ الرحمة (٣) بأفعالهم.

وقال في قوله: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ}؛ أي: ثِقلهم، ولا شيءَ أثقلُ من كدِّ التدبير، فمَن نُقل من كدِّ التدبير إلى رَوحِ شهودِ التقدير فقد وضع عنه كلَّ إصرٍ (٤) كبير.

وقال في قوله جل جلاله: {وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ}؛ أي: اعتزُّوا هم (٥) بنصرة الرسول، وإلا فالنبيُّ عليه السلام كان اللَّه حسيبَه، ومَن كان استقلالُه بالحقِّ لم يقف انتعاشُه على نصرة الخلق (٦).

وقال عَطيةُ العَوفي: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} ولكنْ لا تجبُ إلا للَّذين يتَّقون، الذين هم موصوفون بما في هذه الآية، وذلك أن الكافر يُرزق ويُدفع عنه بالمؤمن لسَعةِ رحمة اللَّه للمؤمن، فيعيش فيها، فإذا صار إلى الآخرة وجبتْ للمؤمن خاصةً، كالمستضيء بسراجِ غيره إذا ذهب صاحب السراج بسراجه (٧).


(١) في (ف): "ونؤمن باللَّه".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" عن ابن جريج وقتادة وأبي بكر الهذلي، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٥٧٩) عن الهذلي وقتادة. وزاد الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٢٩٠) عزوه لابن عباس، والواحدي في "الوسيط" (٢/ ٤١٦) لسفيان بن عيينة.
(٣) في (أ): "الرؤية"، والمثبت من باقي النسخ والمصدر.
(٤) في (ر): "أمر".
(٥) في (أ): "أي اعتزازهم" ووقع بدلًا منها في "اللطائف": "اعترف لهم".
(٦) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٥٧٦ - ٥٧٨).
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٤/ ٢٩٠).