للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بيت المقدس إلى مكانهم الذي هم فيه اليومَ سنةً ونصفَ سنةٍ ألفَ فرسخٍ، فهم في منقطَع من الأرض لا يوصَل إليهم كأنهم بنو أبٍ واحدٍ، وليس لأحد منهم مالٌ دون صاحبه، يُمطَرون بالليل ويَصْحون بالنهار ويَزرعون (١).

وقال الربيع: {وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ} [الإسراء: ١٠٤] هي تلك الأرضُ {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ}؛ أي: وعدُ الثانية وهو عيسى بن مريم عليه السلام {جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا}؛ أي: بقوم عيسى (٢) ومحمدٍ جمعًا (٣) يحشرون جميعًا في أمة محمدٍ.

وفي "تفسير مقاتل بن سليمان" وهو لي (٤) بإسناد نرويه (٥) عن الضحاك عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لجبريل عليه السلام ليلة المعراج: "إني أحبُّ أن أرى القومَ الذين أثنى اللَّه عليهم فقال: {وَمِنْ قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ} "، فقال: إن بينك وبينهم مسيرةَ ستِّ سنين ذاهبًا وستِّ سنين راجعًا، وبينك وبينهم نهرٌ من رمل يجري كجري (٦) السهم لا يقف إلا يومَ السبت، ولكنْ سَلْ ربَّك، فدعا اللَّهَ النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأمَّن جبريل عليه السلام، فأوحى اللَّه تعالى إلى جبريل عليه السلام أنْ أجبه إلى ما سأل، فركب البراقَ فخطا خطواتٍ فإذا هو بين أظهُر القوم، فسلَّم عليهم وسألوه: مَن أنت: قال: "أنا النبيُّ الأمي"، قالوا: أنت الذي


(١) ذكره دون عزو مكي بن أبي طالب في "الهداية" (٤/ ٢٥٩٣) وزاد: (ليس يدخر أحد منهم دون أخيه شيئًا، مقيمين على عبادة اللَّه عز وجل، لا يبكون على ميت). وهو كسابقه.
(٢) في (ر): "عيسى".
(٣) في (ف): "جميعًا".
(٤) في (أ): "وبقولي" بدل: "وهو لي".
(٥) في (أ): "يرويه".
(٦) في (أ): "مجرى".