وقيل: هو استقرارُ الشيء الثقيل، ومنه: الجبال الراسيات، وأرساه غيرُه إرساءً ومُرْسًى؛ كقوله: إدخالًا ومُدْخلًا، وحقيقتُه: متى إثباتُها وتقديرُها؟
وكان النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يدعوهم إلى الإيمان والطاعة، وينهاهم عن الكفر والمعصية، ويحذِّرُهم قيامَ الساعة، فقالوا: متى هي؟
قوله تعالى {قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ}: أي: لا يكشفها ولا يُظهرها إلا هو، فهو الذي يُقيمها وعنده عِلمُها.
وقوله تعالى:{ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: خَفِيَ علمُها على كلِّ أهل السماوات والأرض، وكلُّ ما خفيَ علمه ثقُل على الفؤاد، رُوي معناه عن السدِّي وغيره (١).
وقيل: ثقُل مجيئُها على السماوات والأرض؛ لِمَا يَرِدُ على السماء بقيامها من الانشقاق وانتشارِ النجومِ وسقوطِ الشمس والقمر، وعلى الأرض من ذهاب بحارها
(١) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٣١٣)، ورواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١٠/ ٦٠٨)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٥/ ١٦٢٧).