للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(٢٠٦) - {إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}.

{إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}: هم الملائكة، و {عَنْدَ} بيان قربِ الكرامة دون المكان، فإن اللَّه تعالى يتعالى (١) عن ذلك.

وقوله تعالى: {لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ}: أي: فكونوا أنتم كذلك.

وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: أثبت لهم عنديَّةَ الكرامة، وحفظ عليهم أحكامَ العبودية؛ لئلا ينفكَّ حالُ جمعهم عن نعتِ تفرقتهم، هذه سنَّةُ اللَّه تعالى مع خواصِّ عباده (٢)، يلقِّنهم خصائصَ (٣) عين الجمع ويحفظُ عليهم حقائق عين التفرقة؛ لئلا يُخلُّوا بآداب العبودية في أوان وجود الحقيقة (٤).

والحمدُ للَّه ربِّ العالمين، حمدًا لا يشوبُه ريب ولا يخالطه عيب، حمدًا لا لكثرته يُؤنَف ولا لجمَّته يُستنكَف، حمدًا لا يحصَى عددُه ولا ينتهِي أمدُه، حمدًا لا يَضجر عنه الجَلَد ولا يَفتُرُ عنه كلُّ أحد، وصلى اللَّه على سيدنا محمد وآلهِ وصحبه أجمعين (٥).

* * *


(١) في (ف): "نزه".
(٢) في (ف): "عباد اللَّه".
(٣) في "اللطائف": "يلقاهم بخصائص".
(٤) انظر: "لطائف الإشارات" (١/ ٦٠١).
(٥) من قوله: "حمدًا لا يشوبه ريب. . . " إلى قوله: "ولا يَفتُرُ عنه كلُّ أحد" من (أ) و (ف). وقوله: "وصلى اللَّه على سيدنا محمد واه وصحبه أجمعين" من (ر).