فرعون بموسى عليه السلام {وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ} بأنبيائنا، وليس هذا بتكرارٍ، فإن الأولى في الكفر والمخالَفة والمؤاخَذةِ بالمعاقبة، وهذا في كفران النعمة والابتلاء بزوال النعمة.
وقوله تعالى:{كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ}: على العموم {وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ} على الخصوص {وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ} قال اللَّه تعالى: {فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}[العنكبوت: ٤٠].
وقوله تعالى:{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ}: أي: شرَّ الخلائق الدابِّين على وجه الأرض هم أهل الكتاب الذين أَلِفوا الكفر، فهم لإلفهم ذلك لا يؤمنون بك.
قال مقاتل: هم يهود بني قريظة، وذلك أن اليهود لعنهم اللَّه نقضوا العهدَ الذي كان بينهم وبين رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وأعانوا مشركي مكة بالسلاح على قتال محمدٍ -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابِه، وقالوا: نسينا وأخطأنا، ثم عاهدهم الثانيةَ فنقضوا العهد، فذلك قوله تعالى: