للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بما فُتح به؛ بـ: لا إله إلا اللَّه، قال اللَّه تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} [الأنبياء: ٢٥] (١).

وقال البراء بن عازبٍ: آخرُ سورةٍ نزلت كاملةً براءة (٢).

وقال يحيى بنُ جَعْدةَ: كان عمر رضي اللَّه عنه لا يَكتب آيةً في المصحف حتى يَشهَدَ عليها رجلان، فجاءه رجل من الأنصار بالآيتين من آخر سورة التوبة، فقال عمر رضي اللَّه عنه: واللَّه لا أسألك عليهما بينةً كذلك كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فأثبتَه (٣).

والحمد للَّه رب العالمين، قد أتممت هذه السورة بعون اللَّه وطاقته، وتوفيقه ورأفته.


(١) رواه عبد اللَّه ابن الإمام أحمد في زوائده على "المسند" (٢١٢٢٦)، وابن أبي داود في "المصاحف" (ص: ٥٦ و ١١٢)، وابن أبي حاتم في "تفسيره" (٦/ ١٩١٩)، والضياء في "المختارة" (١١٥٥). وقوله: "إلا يوحى" هكذا جاءت في النسخ الخطية و"المسند": بالياء التحتية المضمومة، وفتح الحاء، وهي قراءة جمهور القراء، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: {نُوحِي}، بالنون المضمومة وكسر الحاء.
قوله: "فختم بما فتح به. . . "، يعني: أن اللَّه تعالى افتتح الدِّين بالتوحيد، واستدلَّ على ذلك بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} وختم الدين بالتوحيد أيضًا فقال في آخر آية مِن سورة براءة: {فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}.
(٢) رواه البخاري (٤٣٦٤)، ومسلم (١٦١٨).
(٣) رواه سعيد بن منصور في "سننه" (١٠٥٣ - تفسير)، وإسناده منقطع لأن يحيى بن جعدة لم يسمع من عمر كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص: ١٨٨). ورواه من طريق آخر الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١٠٠)، وفيه سفيان بن وكيع وهو ضعيف جدًّا. وخبر وجود هاتين الآيتين مع خزيمة الأنصاري رواه البخاري (٤٦٧٩) من حديث زيد بن ثابت رضي اللَّه عنه حين أمره الصدِّيق بجمع القرآن.