للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال يمانُ بن رئابٍ: هو إيمانهم (١).

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: ويحتمِلُ أنَّ معناه: ثبتَتْ أقدامهم فلا تزلُّ؛ قال تعالى: {فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا} [النحل: ٩٤] (٢).

وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما في رواية: تسبقُ لهم السَّعادة في الذِّكر الأوَّل (٣).

وقال عبد العزيز بن يحيى: هو قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى} [الأنبياء: ١٠١] (٤).

وقيل: هو تقديم اللَّه تعالى هذه الأمَّة يوم القيامة، قال النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "نحنُ الآخرونَ السَّابقون" (٥)، وقال عليه الصَّلاة والسَّلام: "إنَّ الجنّةَ محرَّمَةٌ على الأنبياء حتَّى أدخُلَها أنا، ومحرَّمَةٌ على الأممِ ما لم تدخُلْها أمَّتي" (٦).

وقوله تعالى: {قَالَ الْكَافِرُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ}: في أوَّله مضمر؛ أي: لَمَّا جاءَهم وأنذرهم قال الكافرون: إنَّ هذا المدَّعي لساحرٌ مبينٌ، وهو قراءة ابن كثير


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١١٧).
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ٥).
(٣) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ١١٠).
(٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ١١٧).
(٥) رواه البخاري (٢٣٨)، ومسلم (٨٥٥)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه.
(٦) رواه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣١٨٠٢) من طريق مكحول عن عمر رضي اللَّه عنه، ورواه الطبراني في "المعجم الأوسط" (٩٤٢)، من طريق آخر عمر رضي اللَّه عنه. ورواية ابن أبي شيبة مرسلة، قال أبو زرعة كما في "المراسيل" لابن أبي حاتم (ص: ١٦٦): مكحول عن عمر مرسل، ورواية الطبراني قال عنها أبو زرعة: حديث منكر، لا أدري كيف هو؟ انظر: "علل الحديث" لابن أبي حاتم (٥/ ٥٣٥).