للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: لا تحتمِلُ الآية إلَّا هذا (١)، ولا تحتمِلُ الأمرَ والإطلاقَ؛ لأنَّه كم مِن مأمورٍ بإيمانٍ لم يُؤْمِن به، فلم تحتملِ الأمر، ولا تحتملُ الإباحةَ؛ لأنَّه لا يُباحُ تركُ الإيمان في حالٍ (٢).

وقوله تعالى: {وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ}: هذا مبتدأٌ، ومعناه: ونجعل الإثم، وقيل: العذاب.

وقيل: أي: جزاءَ الرِّجس؛ أي: الكفرَ.

وقيل: الرِّجس: الشَّيطان؛ قال عليه الصلاة والسلام في دعاء الخَلاء: "اللَّهمَّ إنِّي أعوُذ بك مِن الرِّجْسِ النَّجِس، الخبيثِ المُخْبِث، الشَّيطانِ الرَّجيمِ" (٣).

أي: ويسلِّط الشَّيطانَ على الَّذين لا يستعملون عقولَهم، ولا يعملون بما تدعوهم إليه.

* * *

(١٠١) - {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}.


= الأخرى (١٤/ ٢٩٨): (الكتاني)، وكلاهما تحريف عن الكناني، وهو عبد العزيز بن يحيى المذكور، وقد سبق مثل هذا التحريف مرارًا. انظر ما تقدم عند تفسير قوله تعالى في هذه السورة: {هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
(١) أي: لا يحتمل قوله: {إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} سوى المشيئة والإرادة، كما هي العبارة في "تأويلات أهل السنة".
(٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" للماتريدي (٦/ ٨٨).
(٣) رواه ابن ماجه (٢٩٩) من طريق عُبَيْدِ اللَّه بنِ زَحْرٍ، عن عليِّ بنِ يَزِيدَ، عن القاسمِ، عن أبي أمامة رضي اللَّه عنه مرفوعًا. قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" (١/ ٤٤): هذا إسناد ضعيف، قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسنادِ خبرٍ عبيد اللَّه بن زحر وعلي بن يزيد والقاسم فذاك مما عملته أيديهم.